10 نصائح في تربية الأبناء، إن أكثر موضوع يورق بال الآباء هو موضوع كيفية تربية أبناءهم بطريقة صحيحة، وذلك لما له من أهمية وتأثير كبيرين على نمو الأبناء الجسدي والعقلي النفسي وتكوين شخصيتهم. إن عملية التربية فن قبل أن تكون علم ، فهي تحتاج منك أن تكون صارما أحيانا ومَرِناً أحيانا أخرى ، لكن على العموم هناك نصائح يتفق عليها علماء التربية عليك معرفتها واعتمادها، ونحن سنبسطها لك متواترة في هذا المقال.
10 نصائح في تربية الأبناء
لا تقارن ابنك بأحد
عادة ما يتجه الآباء إلى أسلوب مقارنة أبناءهم بمن هم أنجح منهم بغية تحفيزهم وجعلهم أفضل ، لكن ما لا يعرفه هؤلاء الآباء بل وحتى بعض المعلمين أحيانا هو أن هذه المقارنات قد تكون سببا في فشل أبناءهم مستقبلا ، لأن الطفل ذات متفردة واعية فلا تنتظر منها أن تكون نسخة من الآخرين، لأن قوته الحقيقية في تفرده ووعيه بهذا التفرد ، أما جلده بالمقارنة فلا يجعله سوى شخصا يحاول أن يكون نسخة من الآخر وذلك لإرضاء والديه ومجتمعه ، وغالبا ما يعاني الأشخاص الذين يتعرضون للمقارنة بشكل متكرر ومنذ السنوات الأولى من طفولتهم ، إلى ضعف ثقتهم بأنفسهم وانعدام القدرة على مواجهة الآخرين وأخذ الكلمة أمام الجمهور بل وأحيانا من أمراض نفسية كالخجل المرضي ،الوسواس القهري، واضطرابات الشخصية .
إن الشخصية القيادية ، شخصية واثقة ومتزنة ، تستمد قوتها من السنوات الأولى من التنشئة الاجتماعية والنفسية، لذلك لا تقارن طفلك بأحد ولو على سبيل المثال وكبديل عن ذلك يمكنك إثارة الإنتباه فقط بشكل غير مباشر إلى السلوك الصادر عن الشخص الناجح الذي تود مقارنة ابنك به ، مثلا كقول : “أنا أحاول تنظيم ملابسي تماما مثل الشخص الفلاني ، هل نجحت في ذلك ؟”
كن خير قدوة له
إن خير طريقة لتربية الأبناء وتعليمهم السلوك الصحيح هو أن تكون قدوة حسنة لهم ، فالطفل يتعلم عن طريق محاكاة ما يفعله والديه منذ السنوات الأولى من طفولته ،بل ويعتبر السلوكيات الصادرة عن الآباء سلوكيات صحيحة رغم ما يمكن أن يشوبها من خطأ ، لذلك لا تحاول أن تطلب من ابنك التوقف عن أكل الوجبات السريعة والغير صحية وأنت في المقابل تقوم بتناولها أمامه ، لأن الطفل يؤمن بما يراه منك وليس بما تقوله نظريا ، لذلك قبل أن تطلب من ابنك أن يكف عن الكذب حاول أنت كأب أن تكون صادقا ،نفس الشيء بالنسبة للقيم الأخلاقية والمعاملاتية الأخرى، حاول دائما أن تكون قدوة يرى منها ابنك الأمانة و الاحترام والتضامن والتقدير والصدق ..وغيرها من السلوكيات المرغوبة.
وقد أثبتت الدراسات العلمية المنجزة في مجال سوسيولوجيا التربية نجاعة طريقة التربية بالقدوة للأفراد والمجموعات الاجتماعية ، لأن الطفل عادة ما يقوم بطريقة واعية أو غير واعية بتقليد والديه ومحيط عيشه ، لذلك وجب على الآباء أن يدركوا حجم هذه المسؤولية التربوية ، ويسعوا إلى تحسين وهندسة سلوكياتهم أمام أبناءهم.
عزز ثقة ابنك بنفسه
من الوسائل التربوية المهمة هي أن تعزز ثقة ابنك بنفسه، لكن كيف ذلك ؟
طرق تعزيز ثقة ابنك بنفسه
هناك طرق عديدة تمكنك من تعزيز ثقة ابنك بنفسه ومنها:
◇ اطلب منه أن يقوم بشيء من أجلك وأخبره أنه يقوم به على أحسن وجه .
◇ قم بالثناء عليه أمام زملائه والآخرين.
◇ أنظر إليه باهتمام وأنصت له جيدا حين يتحدث أمام الأهل والآخرين .
◇ لا تنتقد شكله أمام الناس ولو على سبيل المزاح.
◇ لا تقاطعه وهو يتكلم معك أو مع الآخرين.
لا تعنفه
إن العنف بشتى أنواعه سواء الجسدي المادي ؛ كالضرب أوالرمزي النفسي ؛ كالإهانة والكلام الجارح ، لا يمكنه أن يكون وسيلة تربوية ناجعة ، وقد أثبتت الدراسات العلمية أن تعرض الطفل للضرب منذ الصغر يجعله شخصا حاد الطباع ،عنيفا وعنيدا ، والأكثر من ذلك أن ضرب الطفل ونهره لا يجعله يصحح الخطأ الذي قام به بل أكثر تحايلا في الإصرار عليه .
وعلى مستوى العالم خاصة الدول المتقدمة فإن ضرب الطفل في البيت أو المدرسة جريمة يعاقب عليها القانون وذلك لما له من آثار سلبية وخيمة على شخصية الطفل ونموه النفسي والجسدي السليمين .
أيضا العنف الغير مادي من صراخ وعقوبات صارمة وكلام جارح ونابي ، يقلل من ثقة الطفل بنفسه ويجعله طفلا عنيفا في تعامله مع نفسه و محيطه. لذلك لا تلجأ إلى أسلوب العنف أبدا في تربية ابنك أو تهذيبه واجعل الحوار منهاجا في حل المشكلات والتربية
شارك ابنك فعل الأشياء التي يحبها
مبدأ المشاركة له أهمية بالغة في تربية الطفل ، فمهما بدى الأمر تافها بالنسبة لك حاول مشاركة ابنك فعل أشياء يحبها ولو لدقائق يومية ، فمن الصحي جدا لعلاقتك بابنك أن تبادر بمشاركته فعل ما يحب ، كأن تخصصا وقتا للرسم والتلوين إذا كان ابنك يحب الرسم أوغيرها من الأنشطة الغير محصورة ، لكن احرص على عدم املاء الأوامر عليه أو انتقاد كل ما يفعله، فقط كن مرافقا له فذلك يزيد من توطيد العلاقة بينكما ، كما أن له تأثيرات إيجابية من ناحية النمو الذهني والنفسي العاطفي للأبناء .
المكافأة العاطفية
كافئ ابنك عاطفيا على أشياء بسيطة يقوم بها كل يوم ، المكافأة العاطفية كأن تحضن ابنك أو تثني عليه بكلمة طيبة لها أثر كبير عليه بل وأحيانا أكثر من الهدايا المادية الفارهة ،فالإطراء والثناء وتقديم مزيد من الحب والعناق لابنك سيجعله لا محالة أكثر استجابة للسلوكيات المرغوبة.
علّم ابنك حدود جسده
من الأمور الضرورية في تربية الأبناء أن نعلمهم حدود جسدهم ، فجسد الطفل له حرمة ،لذلك منذ الصغر يجب أن نعوّده على قوانين ليدرك أن هذا الجسم ملك له لوحده فقط ولا يجوز انتهاكه من الغرباء ، بل وحتى الأقارب دون إذنه ، قد يبدوا هذا غريبا ، لكن من الصحي عدم تقبيل الأطفال عنوة، أو تغيير الملابس الداخلية أمامهم ولو قبل سن الخامسة، أو تركهم يغيرون ملابسهم أمام الآخرين سواء أهلا كانوا أو أصدقاء أو غرباء لأن ذلك يجعلهم يدركون حدود جسدهم جيدا ويحميهم من شتى أنواع التحرش والاغتصاب .
كن سعيدا
لقد أثبتت بعض الدراسات المنجزة في مجال علم النفس التربوي وجود علاقة سببية بين قلق الوالدين الدائم واكتئابهم وبين الأداء السلبي للأبناء سواء من الناحية السلوكية الحركية أو الذهنية ، وبالرغم من عدم وجود أي دليل وراثي لذلك ، فإن الأبناء الذين ينمون في وسط سعيد يكونون أكثر فاعلية ونجاحا، لذلك ينصح علماء النفس التربوي بإبعاد الأبناء عن أجواء المناقشات الحادة بين الوالدين وجعل الوالدين أنفسهم أكثر سعادة، لكن كيف يمكنك ذلك؟
* لا تتذمر أثناء الاعتناء بأطفالك أو منزلك.
* خصص وقتا لنفسك كل يوم لفعل أشياء لنفسك كالاعتناء ببشرتك أو ممارسة الرياضة أو تمارين التنفس واليوغا، قد لا يأخذ منك هذا الأمر أكثر من ثلاثين دقيقة ، لكن مردوديته النفسية السلوكية ستكون عالية لك ولأبنائك.
* رافق السعداء ، كما يقال السعادة معدية ، لذلك احرص على مرافقة أصدقاء وجيران سعداء يبادرون بالنكتة والأفكار الإيجابية، وابتعد عن من يمتصون طاقتك الإيجابية بكثرة التذمر والشكوى ، لأن ذلك سيؤثر لا محالة على مزاجك وحالتك النفسية و سينعكس على سلوكك مع أبناءك وعائلتك .
* اعتني بمظهرك أمام الأبناء، قد يبدوا هذا غير معقول خاصة في خضم الانشغالات اليومية واليوم الممتلئ بالمهام والواجبات ، لكن عليك أن تعلم أن الألوان والرائحة لها تأثير كبير على أطفالنا ونفسيتهم ، لذلك حاول أن تكون مصدر بهجة بصرية لأبنائك وأدرك أهمية تحفيز الحواس .
عوّد ابنك الاعتماد على نفسه
عادة ما يقوم الآباء بعدة أمور تحت ذريعة أن الابن لم يعرف بعدُ كيفية القيام بها ،أو أنه مازال صغيراً على ذلك، وهذا التصرف خاطئ تماما ويزرع في الطفل الاتكالية والاعتماد على الغير ، بل ويجعل الطفل أقل ثقة بنفسه ومتقاعسا في التعامل مع واجباته ، لذلك احرص دائما على ترك ابنك يعتمد على نفسه سواء في ترتيب غرفته أو غسل أسنانه أو حل واجباته المدرسية ، كل ما يمكنك فعله هو فقط توجيهه وتعليمه ، علم ابنك دائما أن له القدرة في القيام بكل ما يخصه ، ليكون شخصا يحسن الاعتماد على نفسه ويتحمل مسؤوليته اتجاه التزاماته منذ الصغر .
لا تعاقبه إذا لم تضع ضوابطاً
من الأساسي في تربية الأبناء وضع قاعدة من القوانين والقواعد التي يجب على الطفل معرفتها وفهمها ، لذلك قبل أن تتذمر من قيام ابنك بسلوك سيء و تعاقبه على ذلك ، عليك بداية أن تعلمه أن هذا خطأ وذلك ضمن لائحة ضمنية من القواعد التربوية .على سبيل المثال: قبل أن تتذمر من تناول ابنك المثلجات أو الحلويات بشكل كبير أو على معدة فارغة ، عليك بداية أن تعلمه قانون ذلك؛”التحلية والمثلجات تكون بعد الوجبة الرئيسية لأن أكلها على بطن فارغة قد يسبب له مغصا أو مشاكل صحية”.أيضا قبل معاقبة ابنك لأنه يأكل بيد متسخة، علمه قانون غسل اليدين جيدا قبل أكل أي شيء .
في الأخير يمكن القول أن عملية تربية الأبناء صيرورة طويلة الأمد تقتضي منا بذل مجهود لفهمهم ومساعدتهم على النمو الجسدي ،الذهني النفسي والروحي ، فلا بد إذن من الحزم في التعامل مع أخطائهم المتكررة والمتعمدة، والابتعاد عن تدليلهم وتلبية كافة طلباتهم، هذا بالإضافة إلى الحرص على أن لا تكون أبا من آباء العناية الفائقة واتركه يلعب ولو في التراب أو الطين، فذلك مفيد لمناعته، أما التطهير والتعقيم الدائمين إلى حد الوسوسة فلا جدوى منه لصحة لأبنائك سواء الجسدية أو النفسية ، واحرص دائما على تشجيع أبنائك وتحفيزهم لأن ذلك يرفع من أدائهم على كافة المستويات واجعل الحوار مبدأك الأساس في تربية الأبناء .
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.