النظرية البنائية التكوينية في التعلم

النظرية البنائية التكوينية

في هده المقالة لخصنا النظرية البنائية التكوينية في التعلم، تعريفها ونشأتها وروادها. ومميزات النظرية البنائية التكوينية في مجال التربية والتعليم.

تعريف النظرية البنائيةالتكوينية:

1553863797 maxresdefault 1 — النظرية البنائية التكوينية في التعلم

يمكن تعريف النظرية البنائية في التعلم انطلاقا من المثل القائل : “لا تعطيني سمكة لكن علمني كيف اصطادها”.

النظرية البنائية تقوم على مبدأ أن التعلم فعل نشيط وعملية ابداعية وأن المعارف تبنى استناداً إلى الخبرات والتمثلات السابقة، إن المتعلم هو محور العملية التعليمية فهو يحلل ويصوغ الفرضيات ويستنتج ..وحسب نظرية التعلم البنائية فهو ينطلق من ذاته لاكتساب تعلمات جديدة انطلاقا من معلوماته وتمثلاته السابقة سواء باعتمادها أو تصحيحها أو هدمها أوتزكيتها بإثرائها وتطويرها.

إذن التعلم حسب البنائية هو حالة من الصراع بين التوازن واللاتوازن ، بين المعرفة السابقة التي أساسها الذات، والمعرفة المستجدة في المدرسة. وبذلك يبني المتعلم معارفه انطلاقاً من ذاته ومتأثراً ببيئته.

نشأة نظرية التعلم البنائية

تعود الجذور التمهيدية للمدرسة البنائية إلى الفلسفة اليونانية القديمة مع سقراط وأفلاطون الذين دعوا إلى “تكوين المعرفة” ،غير أن تأسسها يرجع إلى فرع علم النفس التربوي كما قدمته أعمال جان بياجيه (1896 – 1980) والمعروفة باسم نظرية النموالمعرفي عند بياجيه. وقد ركز بياجيه على طريقة خلق تكوين البشر للمعنى فيما يخص التفاعل بين خبراتهم وبين أفكارهم. وكانت آراؤه ترى النمو البشري من زاوية كل ما يحدث مع الفرد باعتباره مختلفاً عن الآخرين من ناحية النمو المعرفي والخبرة.

رواد النظرية البنائية واسهاماتهم في نظرية التعلم البنائية

جون بياجيه

Jean Piaget) ) جون بياجيه هو عالم نفس وفيلسوف سويسري ولد بمدينة نيوشاتيل السويسرية سنة ١٨٩٦، قام بتطوير نظرية التطور المعرفي لدى الأطفال تحت مسمى علم المعرفة الوراثية قام بياجيه بإنشاء مركز نظريّة المعرفة الوراثية في مدينة جنيف عام 1965، بقي رئيس ذلك المركز حتى وفاته عام 1980. يعد بياجيه الرائد الأساسي للمدرسة البنائية في علم النفس.

من أعماله:

اللغة والفكر عند الطفل.
الحكم والاستدلال عند الطفل.

حصد جون بياجيه جوائز عديدة أهمها:

جائزة جمعية علم النفس الأمريكية للمساهمات العلمية المتميزة في علم النفس.

التعلم من منظور النظرية البنائية لجون بياجيه:

من منظور جان بياجيه ، التعلم الحقيقي لن يتم بناء على التلقين والحفظ والتكرار أمام المعلم بل تؤكد نظريته على أن الشخص يقوم ببناء معلوماته داخليا متأثرا بالبيئة المحيطة به والمجتمع و اللغة، وأن لكل متعلم طريقة وخصوصية في فهم المعلومة وليس بالضرورة أن تكون كما يريد المعلم، إذن فانهماك المدرس في إرسال المعلومات للمتعلم وتأكيدها وتكرارها لن يكون مجديا في بناء المعلومة كما يريدها في عقل المتعلم *١.

ب- جون دوي:

إلى جانب بياجيه يعتبر جون دوي من أبرز المؤسسين النظرية البنائية، وهو عالم نفس أمريكي ومؤسس المدرسة البرغماتية في الفلسفة وهو عضو في الجمعية الأمريكية للفلسفة وجمعية علم النفس الأمريكية.

نظرية التعلم البنائية حسب جون ديوي:

يعتبر جون ديوي من أشهر أعلام التربية الحديثة على المستوى العالمي. ارتبط اسمه بفلسفة التربية لأنه خاض في تحديد الغرض من التعليم وأفاض في الحديث عن ربط النظريات بالواقع من غير الخضوع للنظام الواقع والتقاليد الموروثة مهما كانت عريقة. فهو الأب الروحي للتربية التقديمية أو التدريجية وهو من أوائل الذين أسسوا في أمريكا المدارس التجريبية بالاشتراك مع زوجته في جامعة شيكاغو 1896 – 1904, وهو فيلسوف قبل أن يكون عالما في مجال التربية والتعليم.

ونظرته نحو التربية ترتكز على التعلم من خلال العمل والعمل اليدوي وحل المشاكل بطريقة سيكولوجية دون جرح مشاعر الطلاب وأن المدرسة هي مختبر وليست قاعة محاضرة ٢*

النظرية البنائية التكوينية في مجال التربية والتعليم:

إن عملية التعلم حسب النظرية البنائية هو فعل تجريبي نشط كما هي فعل وظيفي لأنها تعتبر الذات فاعلاً أساسيا في صيرورة التعلم باعتبار فاعليتها الداخلية مع الذات من أفكار وتمثلات ومع البيئة والمحيط مثل الخبرات التجريبية واللغة وغيرها ، والبنيوية بهذا المعنى تختلف عن النظرية السلوكية في التعلم التي تعترف في العملية التعلمية فقط بدور التأثيرات التجريبية المباشرة من المحيط الخارجي وتُقصي دور الفاعلية الذاتية في هذه العملية .

خصائص ومميزات النظرية البنائية التكوينية في مجال التربية والتعليم:

التعلم لا ينفصل عن التطور النمائي للعلاقة بين الذات والموضوع.
التعلم مقترن بالذات وخبراتها في التعلم ولا يعتمد على التلقين .
الخطأ شرط التعلم وفرصة لتصحيح المعرفة السابقة أو اكتساب معرفة جديدة صائبة.
التعلم يُكتسب من خلال التجربة وتفاعل الذات مع الموضوع وليس عن طريق التلقين السلبي كما هو الحال في المدرسة السلوكية .
المتعلم يكتسب المعرفة بالسيرورات الإجرائية المحسوسة (الأجسام والعلاقات الرياضية) قبل بناءها بشكل رمزي.
التعلم يعتمد على المعرفة الاستكشافية من خلال الاستدلال المنطقي والفرضيات وليس الاستظهار.
يتأثر الفرد بتجربته الاجتماعية في طريقه لبناء المعاني والتعلمات.

خلاصة :

النظرية البنائية لا تعتمد على التلقين ونقل المعلم المعلومات والمعارف للتلاميذ؛ أي أن التعلم ليس مجرد حفظ وتلقين واسترجاع أو استظهار، بل حسب النظرية البنائية التعلم بناء يجب على المدرّس توفير شروطه وأدواته المادية من وسائل مادية مساعدة، وبيداغوجية (كالتنشيط واعتماد مقاربة التعليم بالكفايات وغيرها.. )في العملية التعليمية كما أنه وحسب النظرية البنائية التكوينية للفرد وخبراته ومجتمعه وجماعة قسمه دور كبير في التعلم وبناء أو تصحيح المعارف من خلال المناقشة الفعالة والحوار والتعلم التعاوني. موضوع دات صلة: النظرية السلوكية في علوم التربية اضغط هنا.