نظرية الذكاءات المتعددة لغاردنر

تعرف على نظرية الذكاءات المتعددة لغاردنر وأنواع الذكاءات تعريف الذكاء: يعرف معجم (لاروس ) الذكاء بأنه مجموعة من الوظائف العقلية التي لها معرفة مفاهيمية وعقلانية. و…

نظرية الذكاءات المتعددة لغاردنر
المؤلف yanforall
تاريخ النشر
آخر تحديث

تعرف على نظرية الذكاءات المتعددة لغاردنر وأنواع الذكاءات

تعريف الذكاء:

يعرف معجم (لاروس ) الذكاء بأنه مجموعة من الوظائف العقلية التي لها معرفة مفاهيمية وعقلانية. ويمكن تعريف الذكاء أيضا بكونه قدرة الإنسان على التكيف مع الموقف ، واختيار وسائل العمل حسب الظروف.

وفي علاقته بالتربية ، الذكاء هو ” القدرة على التكيف السريع مع وضع مستجد “.

ومنه يمكن تعريف الذكاء بأنه “امتلاك المرونة الكافية للتعامل الإيجابي مع المشكلات وحلها، والقدرة على التكيف مع المتغيرات والمستجدات بمهارة عالية ، سواء تعلق الأمر بالناحية التواصلية الاجتماعية أو الجسمية الحركية أو الذهنية التركيبية “.

 نظرية الذكاءات المتعددة:

لقد جاءت نظرية الذكاءات المتعددة لتضحد الفكرة السابقة لها التي تحصر الذكاء في العامل العقلي فقط (النشاط العقلي الرياضي ) ، ليمتد تعريفه حسب غاردنر إلى القدرة على حل المشكلات وتحقيق الإنجازات وإنتاج المعارف ، إن الذكاء حسب غردنر متنوع ومتفرد ، فهو ذكاءات متعددة يمكن صقلها وتنميتها وتطويرها ، ولا تتعلق بمجال واحد فقط ، بل بمجالات عديدة .

ومنه نفهم أنه لا مجال للتفاوت في مستوى الذكاء ، لكن هناك تباينات في نوع الذكاء حسب كل شخص ، فلا يوجد تلميذ أذكى من الثاني أو عبقري عنه ، فقد يكون التلميذ ضعيفا في حل المسائل الرياضية ، لكنه يمتلك مهارة عالية في إلقاء الخطب أو عزف معزوفة موسيقية أو كتابة الأشعار، إن كل ما يجب علينا حسب نظرية الذكاءات المتعددة هو استكشاف صيغة ذكاء كل شخص وتطويرها ، لأن مستويات الذكاء ليست متفاوتة وإنما متعددة .

نظرية الذكاءات المتعددة لغاردنر

أنواع الذكاءات حسب غاردنر

١-الذكاء اللغوي :

ويتمثل في القدرة على استعمال اللغة بمهارة سواء من الناحية الشفهية (مهارة الحكي ، فن المناظرة ، قوة الإقناع،  إلقاء الخطب والأشعار، إتقان فن الرد..وغيرها من المهارات اللغوية الشفهية ). أومن الناحية التحريرية الإنتاجية ( كتابة وإنتاج مختلف الأجناس الأدبية  كالشعر والنثر ، التحرير الصحفي ..).

كما أن الأشخاص ذوي الذكاء اللغوي المرتفع يهتمون عادة بقواعد النحو والبناء اللغوي ويكونون غالبا ضليعين على هذا المستوى .

الذكاء اللغوي

 ومن الإشارات  الدالة على الذكاء اللغوي لدى الشخص ما يلي :

١- سعيه المستمر لتصحيح الأخطاء النحوية في حالة سماعها.

٢- الاستمتاع بحل شبكة الكلمات المتقاطعة و إيجاد المرادفات والأضداد والجموع للكلمات .

٣- الاستمتاع بقراءة الكتب والاستماع إلى الأشرطة المسجلة والأشعار والمناظرات .

٤- الانتباه إلى الكلمات التي قد تتضمنها بعض اللوحات الإعلانية أو لافتات التشوير الطرقي ، أو حتى قراءة الكلمات أو الجمل المكتوبة على الجدران سواء في الشارع أو المدرسة ضمن أركان الفصل وفي الصويرات المعلقة .

٥- محاكاة عمل الصحفيين والشعراء من حيث طريقة الإلقاء.

٦- تضمين الحديث اليومي مع الآخرين إشارات لكتب ومصادر ، أو استعمال مقتضبات منها أثناء الحديث مع الآخرين .

٢– الذكاء المنطقي الرياضي :

يرتبط الذكاء الرياضي المنطقي بالقدرة العالية على حل المسائل الرياضية و المحاسبة والتجريد المنطقي لمختلف العمليات الذهنية الرياضية من الاستقراء إلى الاستنتاج كما هو الحال في العلوم الطبيعية التجريبية.

ومن علامات الذكاء الرياضي ما يلي :
  • تفضيل مادة الرياضيات والحساب .
  • الحساب الذهني.
  • الميل إلى اختبار تجارب علمية صغيرة منذ الصغر( مزج لونين أساسيين للحصول على لون ثانوي – إذابة مكعبات الثلج في الماء …).
  • الاهتمام بالمستجدات في المجال العلمي وكذلك الوثائقيات والبرامج في هذا المجال.

– الميل إلى ترتيب الأفكار بحيث أن كل سبب يؤدي إلى نتيجة منطقية .

– القدرة على التعامل مع البيانات الإحصائية والحساب الرياضي والديموغرافي ومختلف العمليات البرمجية مثل الكمبيوتر وغيرها.

٣- الذكاء الحسي الحركي:

يتمثل الذكاء الحسحركي في امتلاك مهارات جسدية عالية تتميز بالدقة والمرونة والسرعة ، كما هو الحال لدى الرياضيين (رياضة الجمباز ،الجري القفز بالزنا، القفز الطويل …وكل الالعاب الرياضية الجسدية) والراقصين (مختلف أنواع الرقص خاصة الباليه لأنه يقتضي مهارات توازنية كبيرة ) والحرفيين مثل النحاتين وغيرهم .

ومن علامات الذكاء الحسي الحركي لدى الأطفال والمتعلمين ما يلي :
  • تفضيل الألعاب الرياضية والحركية عن مشاهدة التلفاز أو شرائط الفيديو .
  • الميل إلى استخدام ايماءات الجسد وحركة اليدين أثناء التحدث إلى الآخرين.
  • ممارسة الرياضة بانتظام أو بعض الألعاب التي تقتضي مجهودا حركيا .
  • تفضيل الدراجة الهوائية كوسيلة تنقل أكثر من باقي الوسائل الأخرى كالدراجة النارية والسيارة.
  • ممارسة الألعاب والرقصات التي تقتضي توازنا بدنيا .

٤ الذكاء الموسيقي:

الذكاء الموسيقي هو القدرة على العزف على آلات موسيقية بمهارة أو إنتاج المعزوفات والألحان الموسيقية بأنواعها ، ويتميز ذوي هذا النوع من الذكاء برهافة إحساسهم للأصوات والموسيقى وامتلاك أذن موسيقية ، يعد بيتهوفن ، موزارت، فريد الأطرش ، محمد عبد الوهاب،مارسيل خليفة،محمد عبده وغيرهم ..مثالا عن هؤلاء الأشخاص الأذكياء موسيقياً.

٥- الذكاء الطبيعي :

يتميز الأشخاص ذوي الذكاء الطبيعي بقدرتهم على التعرف على شتى أنواع النباتات والحيوانات ومعرفة خصائصها وأيضا بحساسيتهم المفرطة اتجاه مكونات الطبيعة المحيطة بنا إلى درجة التناغم التام معها والتأثر بها ، ويهتم هؤلاء بدراسة الأحياء واستكشاف الطبيعة والنباتات والحيوانات ، ويحبون قضاء وقتهم في استكشاف الطبيعة أو تأملها ، فتجد الواحد منهم يسخّر حياته من أجل استكشاف غابات الآمازون على سبيل المثال ، أو انخراطهم في منظمات وجمعيات تعنى بحماية البيئة والتنوع البيولوجي ، أو تصوير الحياة البرية أو البحرية .

٦ الذكاء المكاني :

ويسمى أيضا الذكاء اتجاه الفضاء ، سواء من حيث الاستيعاب أو الإنتاج فإن الأشخاص الأذكياء مكانيا يمتلكون مهارة عالية في التعامل مع الأماكن والمواضع ، ويعتبر الجغرافييون والمهندسون المعماريون ومصممي الديزاين الداخلي للبنايات بل وحتى متاهات الألعاب الإلكترونية والنحاتون والرسامون ( خاصة المدرسة الطبيعية الكلاسيكية في الرسم ) مثالا عن هؤلاء .

ومن علامات الذكاء المكاني ما يلي :

-تذكر الأماكن والشوارع وتموقع الأشياء.

– الاهتمام بمادة الهندسة ومادة الجغرافيا .

– تذكر الإحداثيات والصور ذهنيا دون الحاجة المستمرة للعودة لها والنظر إليها.

– الاستمتاع بفك الألغاز المكانية ؛ المسائل الرياضية التي تحتوي على مسارات و متاهات ، تركيب العاب البازل ..

–  قراءة الخرائط بسهولة

الذكاء المكاني

٧ – الذكاء الوجودي :

وهو قدرة الإنسان على التأمل العميق في الوجود ، والذي يفضي به إلى طرح أسئلة تتعلق بالوجود والمصير والحياة والموت وأساس ظهور ونشأة النوع البشري وغيرها من الأسئلة الوجودية ، ويعتبر الفلاسفة مثالاً عن هؤلاء الأشخاص .

٨- الذكاء الذاتي الداخلي :

الذكاء الذاتي هو القدرة على فهم الذات وتحليل ما يجول بداخلنا من أفكار وأحاسيس ، ومعرفة متى يجب تأديب ذواتنا ومدى علينا مكافأتها ، الذكاء الذاتي هو أن تستطيع التعامل مع ذاتك وأن تتواصل معها بحيث تكون واعيا بها ومستعدا داخليا لاحتواء أي موقف خارجي بعيدا عن العصبية والانفعال ، إن الذكاء الذاتي يتجاوز معرفة الذات والوعي بها إلى التصالح معها وترويضها لما يخدم الشخص نفسه.

ويتميز أصحاب هذا النوع من الذكاء بميلهم إلى قضاء الوقت بمفردهم داخل غرفتهم ،أو تخصيص آخر الليل لسرد الأهداف و تدوينها وترتيب أفكارهم ، كذلك يهتم هؤلاء بدورات التنمية الذاتية وتطوير الشخصية ، ويعتبرون أنفسهم قادرين على النجاح باعتبار تجاربهم الماضية التي تجاوزوا فيها الفشل بنجاح ، يؤمنون بقوة الإنصات ، ويفضلون إنشاء عملهم الخاص وتطويره بعيدا عن الوظيفة .إنهم أصحاب قوة الإرادة والفكر المستقل .

٩ – الذكاء الاجتماعي :

الذكاء الاجتماعي هو القدرة على التوافق مع الآخرين والتفاعل الإيجابي معهم ، الأذكياء اجتماعيا يملكون قدرة هائلة للتأثير على  الآخرين وجعلهم متعاونين معهم لما يخدم أهدافهم ونواياهم ، والذكاء الاجتماعي يقتضي مهارات تواصلية عالية ، وقوة في إدراك المواقف والتصرفات والديناميات الاجتماعية ،ويقاس الذكاء الاجتماعي بمدى نجاح الشخص في التوافق مع الآخرين وفق إستراتيجيات محكمة يعبّر عنها من خلال السلوك .ويعتبر رجال السياسة والدبلوماسيون والتجار والمسوقون ومصممو الإعلانات مثالاً عن هذه الفئة .

للذكاء الاجتماعي مجموعة من المؤشرات منها :

○ تفضيل العمل الجماعي على العمل الفردي ( مثل مراجعة الدروس ومناقشة الأفكار وفق مجموعة ).

○ اختبار الألعاب الرياضية الجماعية .

○ امتلاك صداقات ومعارف كثيرة .

○ طلب الآخرين مني إسداء النصح وطلبهم مني المشورة .

○ الانخراط في الجمعيات والأنشطة التعاونية .

الخلاصة أن هذا البحث الذي قدمه هوارد غاردنر لجامعة هارفرد صحح وجهة النظر إلى الذكاء باعتباره الكلاسيكي القديم المحصور في الاختبارات المنطقية الرياضية للذكاء، وأصبحت نظرية MI  لغاردنر بديلا عن النظريات الكلاسيكية في التعليم ، كما أنها لاقت تأييدا على المستوى الانجلوساكسوني والفرونكوفيني وغيرهما ، والدليل على ذلك هو تبني أغلب البرامج التعليمية مقاربة التعليم بالكفايات التي تعد ترجمة صريحة لطرح نظرية الذكاءات المتعددة .

ومن هذا المنطلق وجب على الآباء والمربيين في المدارس التعامل مع كل طفل كذات متفردة ناجحة وذكية وجحد الهمم لمعرفة نوع ذكاء كل طفل ثم صقله وتطويره .

المصادر :

معجم لاروس

قاموس التربية

الذكاءات المتعددة والفهم ، تنمية وتعميق ، الدكتور جابر عبد الحميد جابر ، دار الفكر العربي.

https://karlalbrecht.com/siprofile/siprofiletheory.htm

تعليقات

عدد التعليقات : 0